Friday 30 November 2012

كلٌ يريدك له..

وطن، مواطن، استوطن، توطين، مواطَنة، استيطان، ... وطن..

مفردات كثيرة مصدرها (وطن) و آهات كثيرة يُطلِلقها (وطن)

نسمعها كثيراً، نقولها كثيراً، نكتبها كثيراً، و نحلم بها كثيراً

مفردة واحدة أحدثت في نفوسنا كل هذا الشجن

مفردة واحدة.. أتصارع مع نفسي كي أستشعر معناها الحقيقي..

مفردة واحدة أبحث عنها و تبحث عني و أحكي عنها كثيراً مثل فاقد بصرٍ يصف كوناً تربّى في خياله ،..

أعتقد أن الوقت قد حان يا وطني كي أخاطبك أنت، و ليس المفردة التي ضاقت بي و بوجعي

يتجاذبونك كلهم، كلهم يا وطني.. يتصارعون .. يتنافسون من منهم سينهش من ثراك أكثر.. كلّ يراك بعين طمعه و جشعه ... كل يراك بعينه كل يريدك له ..

أشلاؤك يا وطني يتنازعون عليها.. مكسورٌ أنت يا وطني.. بعيدٌ و مُبعدٌ.. حزين أنت ..

كلٌ يريدك له.. و أنا أريدك لك (١)؟..لكي 'تكون' يا وطني.. أما آن لك أنت تكون كلّك؟؟!! ... لا بعضك و لا نصفك ..أن تكون كلّك بشاطئك و برّك و بحرك و نهرك

عصيٌّ أنت حتى على الحلم،،، بعيد أنت كنجمة مضيئة يخبو نورها غيوم سوداء في ليل معتم شديد البرودة و الصقيع


يراك أولئك في كتبهم المقدسة.. يريدوك يا وطني ليس لك، بل لكي يحظوا بجنّة بعد "الحياة" .. هم يا وطني لا يحبونك أنت.. بل يرونك جسراً للعبور ..
وا عجبي منهم يا وطني لم يجربوا نشوة شم ترابك .. وجع البعد عنك و الحنين المزمن إليك...

فكيف إذاً لم يريدوك جنة الآن .. كيف لم يصلّوا لتكون أنت جنّتهم للخلود ؟!

هم لا يريدونك لك

لا يريدونك أنت


و أولئك يرونك كرسياً و مالاً و سلطة و عنجهية..

لا يهمهم إن اعتلوا بعضك أو كلك.. المهم أن يحظوا منك بما يكفي ليتسع لكرسيهم المهترىء الحقير..

هم لم يروك يا وطني، كما أراك،، و لا يريدونك لما أريدك له ..

يريدون يا وطني أن يملكوك حتى و إن سحقتك و آلمتك و مزقتك كراسيهم التي يتربعون علبها.. لا تهمهم أنت يا وطني، و لا يعنيهم أن تكون...

فحذارٍ من هؤلاء و من أولئك يا وطن.. حذار من هذا و ذاك

و كن دوماً كما عهدك قلبي... قوياً عصياً و صامداً ..
كلٌّ يريدك يا وطني بطريقته.. كلٌ تعادى في سبيلك.. ليس لك.. ليس لك.. لا تصدقهم يا وطني..

لملِم أشلاءك يا وطني فأنت دون بعضك لست أنت.. لست أنت إن لم تكن كلّك..

لست أنت

أمّا أنا فأريدك لك ..

في حياتي و بعد مماتي و ما بينهما.. أنت و لا سواك.. ستكون جنتي و ناري و حبي الأول والأخير و لا أريد منك شيئاً إلا أنت تكون أنت بعنفوانك و جَلَدك و غفرانك..


سامحني يا وطن.. كالعادة ظلمتك مفرداتي و لم توفك حقك.. فكيف تتسع ثلاث حروف لتحكي قصة عشق دامية أبدية و ط ن ..

) مقتبسة من قول مأثور