Thursday 6 September 2012

نوستالجيا #2: أُرِيدُ وَطَناً

 أُرِيدُ وَطَناً  


أريد وطناَ من سماء وهضاب وحقول وبيوت تتخلل نوافذها الصغيرة الشمس..


أريد وطناً.. من أرضِ و بحرِ و شطآن و موانئ تعود إليها السفن المسافرة، و لو بعد حين... 


 أريد وطناً لا لشيء.. بل لكي أسقي في الصباح زهور الياسمين


 أريد وطناً يتحرر من سجن القصيدة و عبء المفردات الواعدة... 

 لا أريده لشيء، بل لكي أنظم الشعر من وحي التجربة!! 


أريد وطناً...  لا لشيء، بل لكي أعشق عمري و أمحو عن جبيني أرق الحنين


 أريد وطناً غير ذاك الهش في قلبي من سراب و صقيع و ألم !!

أريد وطناً غير ذاك المشيّد في خيالي المصور في أحلامي و غير ذاك الممزق الذي أبصر أمامي

وطناً لا يفضي الطريق إليه نحو نيران و أشواك

أريده حارّاً في أيام الصيف ... ممطراً في الشتاء.. باسماً في الربيع

أريده أنشودة سعيدة تتغنى بها أمي في الصباح،

 و درساً مضجراً أحفظه عن ظهر قلب على مقاعد الدراسة.. 

و قصة  سعيدة يرويها لي أبي قبل أن أنام


أريده و لا أريد سواه

أريده لكي أصير الأنا التي أريد

أريده لكي أحِبَّ من أٌحِبُّ بلا تعقيد

أريده كي تصفو الحياة  قليلاً و لكي يصير الحلم ممكنا.. 

أريده لا لشيء،  بل لكي أهجر ما سواه

أريده لذاته.. لكونه هو 


لم أطلبه يوماً استثنائياً..

أريده وطناً .. وطناً اعتيادياً.. تطل عليه الشمس عند بزوغ الفجر، و يضيء قمره ليل العاشقين..


1 comment: